اتصل بنا
 

الجامعات .. ساحات تفرّخ عشائرية ومناطقية وجهوية

نيسان ـ نشر في 2015-06-07 الساعة 08:43

نيسان ـ

كل ما أعلمه أن العلماء مصابيح الامة، وشرف الدارين؛ الدنيا والاخرة، وسلّم الارتقاء بالاوطان، بعلمهم نبدد العتمة ونفك طلاسم الجهل، وبعلمهم نعبر نحو الامل الواعد، نرتب البيوت وننظم قواعد الحياة بروح المحبة.
العلماء ورثة الانبياء، ونور الحق، وكواكب خير، تموت مطامع الدنيا في قلوبهم، وتصطف سلاطين الارض على عتباتهم، يستغفر لهم كل من في السموات والارض، حتى النملة في جحرها والحوت في جوف البحر يصلون على معلمي الناس الخير.
ما بالي أرى أوطاننا تزخر بالجامعات، وتتزاحم فيها حملة الشهادات الرفيعة المنزلة، لكنها لا تمطر خيرا، "قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ"، شهادات أثقلت جدران الوطن، علماء يتزاحمون على ابواب السلاطين، علماء تسكن الواسطة والمحسوبية في حجرات قلوبهم، علماء يلهثون وراء زبد الدنيا.
صروح علم ما عادت منارات نهوض، أضحى بعضها ساحات تفرخ العشائرية والمناطقية والجهوية، وسياسة الخنجر والقنوة على بني قومي دون أعداء الامة . وأضحى بعضها الاخر مسارح لترويج ما تردّى من ثقافات الشعوب الاخرى في الملبس والمظهر واعوجاج اللسان .
وعلماء اكبر همهم جمع مكتسبات شهاداتهم دون ان تضيء قناديلهم ردهات الاوطان المعتمة، حتى ان البعض عاجز ان ينير عتمة بيته.
يا معين الامة العذب اعيدوا للمورد صفاءه ، يقول لقمان الحكيم :" العالم يفقد وجهه ولا ينسى ذكره ".
يا من سهلت لهم طرق الجنة مهدوا طرقات أوطانكم، واشيدوا الصروح بالصدق والوفاء وخير العمل .
سئل ابن المبارك من الناس ؟ فقال العلماء، قيل فمن الملوك ؟ قال : الزهاد، قيل فمن السفلة ؟ قال : الذين يأكلون الدنيا بالدين .

نيسان ـ نشر في 2015-06-07 الساعة 08:43

الكلمات الأكثر بحثاً