اتصل بنا
 

دولة الرئيس كفانا انحناءً

نيسان ـ نشر في 2015-05-25 الساعة 17:58

نيسان ـ

نحن الشعب الطيب المتواضع الحريص على تنفيذ الاوامر، نتفنن في ايجاد مبررات لاوامركم، وننحني لطلباتكم .نجيد التصفيق كثيرا . بيوتنا ما تزال مضيافة نستقبل العدو قبل الصديق . نسامح اعداءنا ونباشر بالانحناء امامه ليقبل عذرنا . أرضنا ملك للجميع . نحن شعب طيب ننحني كثيرا غير آبهين بالنتائج .

دولتك اعتاد جسمنا وضعية الانحناء حتى لا يعيقنا علينا شكله المستقيم تادية واجب الانحناء على اصولها فرغم الحمل الثقيل الذي وضع على ظهورنا منذ القدم الا اننا شعب طيع، السنتنا لا تجيد الا النطق بالطاعة .ليس فينا من يعبث بامن الوطن . جل همنا رضاكم عنا .

دولتك اما وقد اتخذت قرارات كارثية تقوض المجتمع وتضرب اركان الدولة، وانت في ذلك لست استثناء، فذاكرة الاردنيين ملأى باسماء رؤساء حكومات سابقة لم يبتعدوا في نهجهم عن حكومة النسور، فحكومة سمير الرفاعي الجد محفورة بذاكرتنا بكونها ( حكومة سمير لا قمح ولا شعير )، فيما يواصل الشعب الطيب براءته غير أبه لما يحصل، ليس لجهل منه بل لانه شعب طيب اعتاد الانحناء للرغبات الجامحة من اصحاب الولاية المكلفين بخدمته. فانحنينا لسياسة سمير الابن التي انتهجت الخصخصة لتحقيق الرفاه المنشود لنا، فخصخص سمير والبهلوان ما استطاعوا خصخصته وامتلأت جيوبهم وانتفخت كروشهم، ونحن نواصل انحناءاتنا لا أكثر.

دولتك منذ تكليفك بالولاية والشعب ينحني لقراراتك مسلمين امرهم، فانحنينا لصندوق النقد الدولي بعد قرارك الحكيم باللجوء اليه، وانحنينا لرفع الدعم الحكومي والعملية الحسابية الفلكية التي قمتم بابتداعها لتعويض المواطن، وانحنيا لقرار تسعيرة المشتقات النفطية التي تحتاج الى الخوارزمي وابن الهيثم لفك رموزها ومعرفة كيفية التسعير . وانحنينا لقراركم الميمون برفع اسعار الكهرباء وسننحني طوعا لرفع الخبز

الرفاه والعيش الكريم التي وعدنا بها لم نلمسها او نشعر بها الا عند النظر الى قصوركم وسياراتكم وأبنائكم، وعندما نسترق السمع الى مجموع دخولكم.

دولتكم نحن الشعب الطيب ندفن رؤوسنا في الرمل .. نصفق بحرارة لخطاباتكم الرنانة . نبتعد عن المشي يمينا او يسارا . حتى لا نحسب على هؤلاء او اؤلائك ...

دولتك في الواقع اخوتنا العرب ليسوا باحسن حالا منا، فمنذ زرع الكيان الصهيوني الغاشم في ارض عروبتنا انصرف العربان لمشاغلهم غير أبهين في مآلات القضية العروبية التي تجمعنا . واقتنع الكثير منهم أن هذا العدو لا يمكن دحره وطرده، واصبحت نظرتهم للقضية لا تتجاوز مجموع المساعدات المادية والعينية التي تقدم لأهلنا في فلسطين.

أما نحن فبعد الانحناءة الكبرى تبنينا القضية على المستويين الرسمي والشعبي لما للقضية من خصوصية تجمعنا، فالجميع اهل والجميع عشيرة.

دولتك .. في كل مرة نبرهن لكم اننا اصبحنا ننحني طواعية، بل تنحني معنا قهوتنا وينحني لباسنا . دولتك هنالك قضايا وطنية لا تهمنا ولن نتطرق لها . كالحريات الشخصية والتطبيع، وأوضاع أسرانا في سجون العدو . اما الاصلاحات السياسية فيصبح الحديث حولها ضربا من الجنون . اليوم سيبرهن لكم الشعب انه لا يجيد التعامل في مثل هذه القضايا، بل سنقدم قرابين لتحقيق امنكم المنشود فلن نقض مضاجعكم واحلامكم .

نيسان ـ نشر في 2015-05-25 الساعة 17:58

الكلمات الأكثر بحثاً