اتصل بنا
 

عاطف الطراونة ومحمد الرياطي..البرلمان ليس منصة للردح والتنمر والاستعراض

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2019-12-02 الساعة 20:15

عاطف الطراونة ومحمد الرياطي.. البرلمان ليس
نيسان ـ
إبراهيم قبيلات...لم يقل له: "أنا احلى منك أصلاً"، ثم أردفها بـ "ئي"، فهذه جملة تقولها فتاة لأخرى في سياق مشاجرة لا يراد لها أن تكتمل. ما قاله هو التالي: "أنت أصغر من أن أواجهك" .. هنا لم يتبع جملته بكلمة "أصلاً"، فهذه تستخدمها النساء، أما صاحبنا فأتبع جملته بأخرى :"وسأبقى اترفع عنك".
لم يوضح القائل الغاضب فيما اذا كان يعني بجملته التالية: "انت اصغر مني" أن خصمه الرياطي أصغر منه سنًا، ام قدراً، أم أنه مجرد نائب.
لا تتعجلوا في الحكم والتحزير، فهذه الجملة لم نسمعها بالحسبة ولا بمجمع عمومي، ولا بين طالبين من الصف السابع "ج"، تعاركا في الصف ويريدان إكمال "هوشتهم" الفاترة، والخالية من القنوات والحجارة خلال "الترويحة".
كان هذا بعضاً مما جادت به قريحة رئيس مجلس النواب، المهندس عاطف الطراونة-حفظه الله من كل مكروه- خلال جلسة برلمانية، فرد بها الطراونة عضلاته وحصوته وفوليته على شارع الرياطي.
تأتي جملة الطراونة الموجهة الى زميله الرياطي، على خلفية اتهام الرياطي للطراونة مؤخرا بالمماطلة، وعدم اتخاذ الاجراءات البرلمانية حيال رفع الحصانة عن وزيري الاشغال العامة والاسكان والبيئة، وهو ما نفاه الطروانه الذي اكد إحالة كتب النائب العام الى اللجنة القانونية ومنذ سهر ايار الفائت.
لسنا هنا بمعرض التحقق من صحة ادعاء الطراونة او الرياطي، لكن من المعيب والمخزي ان تنحدر لغة الخطاب البرلماني الى هذه المستويات من الإهانة والتنمر و"المجاكرة" بين نواب مستفزين حد التهور.
صحيح ان جملة الطراونة محشوة إقصاء وتنمراً وسادية في مجلس يفترض أنه بيت رحب للتشريع والرقابة، لكن الصحيح ايضا ان الناس لم تنتخب النواب ليناقشوا ملفات الفساد وقضايا الاردن وملفاته على صفحات "الفيسبوك"، إنما جاءوا بكم لتقولوا كلمتكم تحت القبة، واتركوا "الفيس" لأهله.
الطريف في التراشق النيابي هو في جملة الطراونة التالية: "يفترض أن يكون النائب مثالا للآخرين في الصدق والدقة والتحلي بأخلاقيات ما أقسمنا عليه". هل علينا أن نضحك حد القهقهة أم نبكي حد العويل؟
في الحقيقة"العبدلي" لم يعد مكاناً صالحاً لا للتشريع ولا للرقابة، هو مهيأ للمباطحة والردح والشتم ولكل أنواع التلوث السمعي والبصري في انعكاس لسوء تجليات قانون انتخابي مشوّه، أفسد علينا مجلس نوابنا، وأنتج العشرات من أشباه النواب يرتدون بدلات جميلة ويتنقلون بسيارات فارهة وعقول صغيرة.

نيسان ـ نشر في 2019-12-02 الساعة 20:15


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً