اتصل بنا
 

لا يصلح التعديل الوزاري ما أفسده الرزاز

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2019-10-29 الساعة 16:13

لا يصلح التعديل الوزاري ما أفسده
نيسان ـ إبراهيم قبيلات... لا شك أن رئيس الحكومة، د. عمر الرزاز في موقف لا يحسد عليه، فلا حزمة قراراته الاقتصادية الأخيرة رطّبت المناخ الشعبي الغاضب على حكومته، ولا التعديلات الوزارية السابقة أفلحت في إنقاذ المديونية ولا حتى ترقيعها .
كل ما أحدثته التعديلات الثلاثة التي أجراها الرئيس على جسد حكومته المريض، أنها ساعدت الرزاز على إدخال كل ما يمكن إدخاله من أصدقاء، وزملاء، ومعارف، ومحاسيب طامحين في المخصصات واللقب، فيما ظلت حكومته مشلولة سياسياً واقتصادياً وسط أمنيات شعبية بدفنها حية، وردم التراب على قبرها.
غضب الناس مفهوم ومبرر، فسياسات الحكومة عطّلت حياة الأردنيين أكثر مما يستطيعون احتماله، وحياتهم صارت أكثر من جحيم، ولنا في حادثة المعلمين ومن قبلهم البحارة دروس وعبر عن حكومة مأزومة، ولا تملك من أمرها شيئاً، سوى التنظير والحديث عن الموتى، في إطار من "العرط" والفشخرة الأسرية.
الأن، ينشغل رئيس الحكومة، د. عمر الرزاز بوضع اللمسات الأخيرة على تعديله الحكومي الرابع بعد أن أخذ الضوء الأخضر مؤخراً، في محاولة أخيرة لإدامة حياته في كرسي "الرابع"، ورفد حزمة قراراته الاقتصادية بوزراء منسجمين بعد ان ظهرت خلافات الفريق الوزاري على السطح.
"حزمة" وإن رأوها اقتصاديون جيدة، وقابلة للبناء والتطوير والتشبيك، إلا أنهم يعتبرونها غير قادرة على تغيير المنهج الرسمي المتكلّس اقتصادياً، بأيدٍ مرتجفة، وعقول متحجرة، لا تقوى إلا على جيوب الناس ومداخيلهم الشحيحة.
ماذا بوسع الرجل أن يفعل أكثر مما فعل؟ وكيف له أن يطمئننا على مستقبل أبنائنا ونحن نراهم يبيتون على أرصفة الشوارع بحثاً عن وظيفة؟ وكيف سيجلب مشاريع تنموية وأظافر الفساد المالي والإداري والسياسي مشهرة بوجه الجميع؟ وكيف سيخفّض مديونية بلاده بهذه الإدارة المراهقة؟ ثم كيف سيخرجنا من تحت سياط البنك الدولي؟ وكيف سيواجه مشروع صفقة القرن؟.
أي تعديل ذاك الذي يستطيع إطفاء كل هذه الحرائق؟ وأي تعديل سيمكننا من العبور وسط ألغام المنطقة المتفجرة؟ وأي تعديل سيحمي جيوب الناس من سطوة الحكومات؟.
الرئيس غير معني بكل هذه الأسئلة وغيرها، هو معني بمد فريقه بأسباب البقاء، فكان خياره التعديل الرابع، فلربما هناك أحدهم، وعليه توزيره قبل أن يقفل عائداً إلى بيته في جبل اللويبدة.
الرجل حريص على وضع خطة تحميه من أية انفجارات شعبية سبق له وكان بمواجهتها، بعد كل تعديل أجراه، لكنه الخيار الوحيد أمامه، وعليه أن يحسن التصرف.
الرزاز يضع خطة طريقه أمام عينيه، ويبقى ساهماً في الأسماء الخارجة والداخلة، في محاولة "بائسة" لإقناع الشارع بجدية الحكومة في إحداث الفارق، وسط نصائح محبة بضرورة إدخال شخصيات من خارج التيار واللون السياسي، وقادرة على تقديم برنامج اقتصادي متكامل، بعيداً عن أصدقائه ومعارفه وأنسبائه؛ بعد أن فشلت دائرته الضيقه ومعارفة في حمل المهمة.

نيسان ـ نشر في 2019-10-29 الساعة 16:13


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً