اتصل بنا
 

حكومة الرزاز .. بداية النهاية

نيسان ـ نشر في 2019-08-26 الساعة 19:21

x
نيسان ـ صحيفة نيسان- خاص
لم يبقَ في جعبة الحكومة، أو فريقها الاقتصادي، أية حلول جوهرية، ولم يعد الوقت يسعفها لتجرب المزيد من الحلول للأزمة الاقتصادية المستعصية، ودخلت على نحو مبكر، مقاربة بمعدلات أعمار الحكومات الأردنية، في حالة من الانسداد السياسي وانعدام الفرص في الاستمرار.يكشف ضعف المعالجات الحكومية، باعتراف فريقها الاقتصادي، عن لا جدوى ترجى من الرفع الذي تم على الضرائب، وهنا يبدو واضحا ضعف إمكانات أعضاء الفريق الاقتصادي النظرية والتطبيقية، فقد جرت مناقشات واسعة في طول البلاد وعرضها حذرت الحكومة من السياسة الضريبية التي تنتهجها، ولم تكن الحكومة بحاجة لتجريب المجرب لتكتشف أن رفع الرسوم والضرائب الحكومية يؤدي لتراجع الاستهلاك وبالتالي التحصيلات الضريبية.وهنا يخطئ الفريق الاقتصادي مرة أخرى إذا تم التراجع عن فرض تلك الرسوم، وهذا ما أعلنت الحكومة نيتها مراجعة الموضوع مع صندوق النقد الدُّولي في الأيام المقبلة، كونه مطلبا يندرج ضمن البنود التصحيحية التي طالب بها الصندوق، تخطئ الحكومة بداية ثم تعالج الخطأ بخطأ آخر، والصندوق أصلا لن يوافق على هذا المقترح، لأن التراجع في الاستهلاك يكون مؤقتا في العادة، ثم تقوم قطاعات الأعمال والمستهلكين بالتكيّف مع هذه القوانين الجديدة، وكان على الحكومة أصلا أن لا تنتظر ايرادات فورية لهذه القرارات، بل تتوقعها في السنوات اللاحقة.مشكلة الحكومة أنها تتعامل بأسلوب العلاج بالقطعة وعلى نحو من الارتجال، وهذا يعكس ضعف كفاية الفريق الاقتصادي، خصوصا وزير المالية، فالمالية العامة للدولة لا تدار بعقلية المحاسبين، والوزير محاسب، كانت وظيفته وما زالت، "خَبز" الموازنات، في حين المطلوب لإدارة الملف المالي في الدولة شخصية اقتصادية، مشروطة بأن تكون لها خبرات سياسية واسعة، وتحسب ألف حساب لأية قرارات مالية، من جهة آثارها الاجتماعية، وليس على طريقة الحكومات المتعاقبة، التي تتصيد السلع والمستهلكين بقرارات غايتها تسكير عجز آني في الموازنة.وبمناسبة الحديث عن صندوق النقد الدُّولي، فإن العلاقة معه غير متكافئة، فبينما يتولى موظفون أكفاء تمثيله في المباحثات مع الدولة الأردنية فإن ممثلينا لا يتمتعون بالكفاية أو الشفافية، كما أن تعليمات الصندوق القاسية، المطلوب من الحكومة تنفيذها اليوم، مبنية في الأساس على أرقام ومعلومات مغلوطة، تم إعطاؤها للصندوق من أجل الحصول على المزيد من القروض أو جدولتها، وبناء على تلك الأرقام "المتفائلة" تم التشخيص وكتابة الوصفة القاتلة.تحدث الرئيس مؤخرا عن تصحيح الاختلالات الجوهرية في الاقتصاد ومؤسسات الدولة، لكنه للأسف، عندما شكل الحكومة، وعندما أجرى تعديلاته المتكررة على تشكيلتها، لم يختر الفريق القادر على إجراء إصلاحات بهذا العمق، بل إن فريقه، بنسخه المعدلة كلها، لم يخرج عن كونه فريق تصريف أعمال، لم يقدم أية معالجات حقيقية.

نيسان ـ نشر في 2019-08-26 الساعة 19:21

الكلمات الأكثر بحثاً