اتصل بنا
 

أعيدوا إلينا إبلنا وخُذوا نهضَتكم

نيسان ـ نشر في 2019-08-21 الساعة 20:02

x
نيسان ـ خاص - نيسان - لا يجوز أن يتم تحميل هذه الحكومة أوزار وخطايا سابقاتها من الحكومات والإدارات، لكن لا يجوز لها أيضا أن تبرر فشلها بثقل التركة، فعندما قَبِل الدكتور عمر الرزاز التكليف بتشكيل الحكومة، لم يكن حجم المشاكل خافيًا، بل إنه جاء على وقع هتافات المحتجن على الدوار الرابع، هذا يعني تلقائيا أنه جاء ببرنامج قادر على معالجة الاختلالات والمشاكل الموجودة.
هناك من يقول أعطوا الرجل وقته. لا بأس، لكنه خلال العام الماضي جرّب أكثر من شعار، وأكثر من برنامج، وأجرى أربع تعديلات على حكومته، أي أنه جرّب كل الطرق من الشعارات إلى تعديل القوانين والتشريعات، إلى تغيير الإدارات، لكن آخر ما توصل إليه فريقه الاقتصادي اكتشافه أن زيادة الضرائب لا تزيد إيرادات الخزينة.
كل ما فعلته حكومة الرزاز أنها حاولت أن تحل بعض الاشكاليات المزمنة عن طريق المحاولة والخطأ، والنتيجة تقليدية بامتياز، لا تُفلت الرزاز من سمة الحكومات المتعاقبة الرئيسية، ألا وهي زيادة المديونية، فحسب إفصاحات وزارة المالية الأخيرة فإن المديونة زادت أكثر من مليار دينار، الغريب في هذا المضمار، أنه ومع انخفاض الاستهلاك ٨.٢ % في النصف الأول من عام 2019، إلّا أن الحكومة ما زالت مصرّة على أن نسبة المديونية للدخل القومي لم ترتفع وما زالت أقل من 95%.
ماذا يعني هذا كله؟ بداية؛ إن الحكومة التي رفعت الشعارات الكبيرة عندما جاءت إلى الرابع، تخلّت أول ما تخلت عن الشفافية، فهناك من يقول إن المديونية أكثر بكثير مما يتم الإفصاح عنه، ويتم اللجوء للاقتراض الداخلي باستمرار من دون أن يتم الإعلان عن ذلك، وثمة من يذهب إلى أبعد من هذا ليقول إن أرقام الموازنات كلها غير حقيقية، ويتم تكييفها إما للتهرب من المحاسبة والرقابة الداخلية، أو لتحسين صورة المالية العامة للدولة أمام الدائنين، أو بعكس ذلك للتغرير بالمانحين.
أكثر ما يقلق الأردني اليوم، أنه يرى التخبط ماثلا بقوة أمام عينه، ولا يرى ما يبعث على الأمل بأن ثمة حلولًا في الأفق، ويلمس تراجع مستوى معيشته وضعف قدرته الشرائية، فضلًا عن تعثر قطاع الأعمال، وزيادة الأعباء والمتطلبات على القطاعات كافة، إضافة إلى ضعف الخدمات العامة المتعلقة بالتعليم والصحة والنقل، وأكثر من ذلك، تلك الأخبار المقلقة عن العنف المجتمعي التي تتسابق المواقع الإلكترونية والصحف اليومية ووسائل التواصل الاجتماعي على بثها، عنف يأتي على شكل جرائم قتل نتاج خلافات بين المواطنين والأقارب على أتفه الأسباب، أو الوفايات الناجمة عن حوادث السير، وهو ما يعكس حالة من حالات الاحتقان الشديد الذي يسبق الانفجار.
ومع ذلك كله، تواصل الحكومة تجريب المجرب، وتواصل بيعنا شعارات لا تغني ولا تسمن من جوع، فبين تعديل العقد الاجتماعي والنهضة غطت الحكومة فشلها بزيادة الضرائب وزيادة المديونية وبالتالي لم ينتج عن كل هذا إلا زيادة معدلات الفقر والبطالة.

نيسان ـ نشر في 2019-08-21 الساعة 20:02

الكلمات الأكثر بحثاً